في نوفمبر 2025، أعلنت OpenAI إطلاق التحديث الكبير لنموذجها اللغوي تحت اسم GPT‑5.1، والذي يأتي كنسخة مطوّرة لسلسلة GPT 5. (The Verge) التحديث هذا يُعدّ خطوة مهمة نحو جعل ChatGPT أكثر ذكاءً وأكثر “إنسانية” في أسلوب التفاعل.
أولاً، من حيث الميّزات التقنية: تم تقسيم GPT-5.1 إلى نسختين رئيسيّتين:
- النسخة المسماة “Instant” (الفورية): تُركّز على سرعة الاستجابة، كونها “أدفأ” وأكثر قدرة على متابعة التعليمات بدقة. (The Verge)
- النسخة المسماة “Thinking” (التفكّيرية): تُعلِمنا بأنها أسرع في المهام البسيطة، وأعمق وأكثر ثباتاً في المهام المعقّدة، فهي تُفكّر “أكثر” قبل الإجابة. (OpenAI)
وتُخبر OpenAI أن النظام يقوم تلقائياً بتوجيه المستخدمين إلى النسخة التي تناسب السؤال أو المهمة دون أن يختار المستخدم يدوياً في معظم الحالات. (OpenAI)
ثانياً، من حيث الاستخدام والتجربة اليومية للمستخدمين: تم إدخال عدة تغييرات ملموسة في واجهة وتجربة ChatGPT:
- أصبح بإمكان المستخدمين تحديد “أسلوب الحوار” أو “الشخصية” التي يتفاعل بها النموذج، إذ توسّعت خيارات الأسلوب إلى أنماط كثيرة مثل “ودي” أو “مهنيّ” أو “سريع وكفء” وغيرها. (The Verge)
- تغيّرت سياسة التخصيص بحيث إن التعديلات التي يُجريها المستخدم على الإعدادات والتفضيلات تُطبّق على جميع المحادثات الحالية والمستقبليّة، وليس فقط على محادثات جديدة. (OpenAI Help Center)
- من ناحية المطوّرين، أُطلقت أدوات جديدة ضمن GPT-5.1 مثل أداة apply_patch لتعديل الشيفرة البرمجية، وأداة shell التي تسمح للنموذج بكتابة أو اقتراح أو تنفيذ أوامر شل في بيئة محلية، ما يعزّز إمكانيات الاستخدام المهني والتطبيقي. (OpenAI)
ثالثاً، من حيث الأداء والفعالية: تقول OpenAI إن GPT-5.1 أسرع من سابقه، وأعلى كفاءة في استهلاك الرموز (tokens) عندما تكون المهام بسيطة، بينما تحافظ على قدرة “التفكير العميق” عندما تُطلب مهام معقدة. (OpenAI) كما أن التقييمات التي نشرتها الشركة أظهرت تحسّناً في دقّة الأداء مقارنةً بـ GPT 5 في بعض معايير الاختبار البرمجية. (Wikipedia)
رابعاً، من حيث السلامة والمخاطر: التحديث لا يقتصر على السرعة والوظيفة فقط، بل يشمل أيضاً تحسينات في مجال الأمان والمخاطر المرتبطة بالاستخدام. ففي ملحق “بطاقة النّظام” (System Card) لنموذج GPT-5.1، قالت OpenAI إنها وسّعت التقييمات الأساسية لتشمل حالات الصحة النفسية – مثل حالات هلوسة أو اضطهاد أو الاعتماد العاطفي غير الصحي على النموذج. (OpenAI)
ما الأثر الذي يمكن أن يلمسه المستخدم العربي؟
من وجهة نظر المستخدم العربي، هذه التحديثات تحمل عدة إيجابيات وتشير أيضاً إلى تحدّيات:
الإيجابيات:
- ستجد أن ChatGPT أصبح “أدفأ” وأقل ما يُسمّى بـ “آلية بحتة” في أسلوب الحوار، ما قد يسهم في تجربة أكثر تفاعلية ورخاءً.
- القدرة على اختيار أسلوب الحوار تُعطيك حرية أكبر في جعل المحادثة تتناسب مع السياق (مثلاً، استخدام أسلوب رسمي إذا كنت تدخل في عمل، أو ودود إذا كنت تريد مد يد العون أو التعلم).
- التعديلات التي تجريها في إعداداتك—مثل حذف فاصلة طويلة أو تجنّب استخدام نمط معين—تُطبّق فوراً على كل المحادثات، دون أن تُضطر لبدء جلسة جديدة.
- إذا كنت مطوّراً أو مستخدماً في سياق أعمال تقنية، فالأدوات الجديدة مثل تطبيق التصحيح البرمجي (apply_patch) وأوامر الشل (shell) تفتح آفاقاً أكبر للاستفادة من ChatGPT في مهام برمجية أو تقنية.
التحديات:
- رغم التحسينات، فإن النماذج اللغوية لا تزال غير خالية من الأخطاء أو الانحيازات أو “الهلوسة” (أي توليد معلومات غير دقيقة).
- من المرجّح أن بعض الميزات المتقدمة متاحة فقط للمشتركين في الخطط المدفوعة أو للمطورين، وليس بالضرورة للمستخدم المجاني بالكامل.
- من المهم أن يكون المستخدم واعياً بأن “شخصية” النموذج المُختارة وأسلوب الرد قد يؤثّران على كيفيّة الفهم أو التعامل – فإذا اخترت أسلوباً معيّناً، تأكّد من أنه مناسب للسياق.
- بما أن اللغة العربية غالباً ما تواجه تحدّيات أكبر في النماذج اللغوية (من حيث الدقة، الثقافة، التعبيرات المحلية)، فقد تواجه بعض التحسّن لكن ربما بعدوية أقل نسبياً من اللغات الإنجليزية.
كيف يمكن أن تستفيد عملياً؟
إذا كنت تستخدم ChatGPT الآن أو تفكّر في استخدامه أكثر، إليك بعض التوصيات بناءً على التحديث:
- جرّب تغيير “أسلوب الحوار” (Personality/Tone) ضمن الإعدادات، واختبر كيف يتصرف النموذج بأسلوب “ودود” أو “مهني” أو “كفء” اختر ما يناسب هدفك.
- تأكَّد من تحديث تفضيلاتك في الإعدادات لتضمّ تغييراتك وتطبيقها على المحادثات السابقة والحالية، وليس فقط محادثات جديدة.
- إذا تستخدمه في سياق العمل أو البرمجة، فكّر في تجربة أدوات مثل apply_patch أو shell ضمن الإصدار المطوّر، أو الاطّلاع على وثائق OpenAI للمطورين.
- كن دائماً على وعي بأن النموذج أداة، وليست بديلاً كاملاً عن البشر – راقب النتائج، تحقّق منها، وابقَ نقدياً في استخدامك.
- إذا تستخدمه بالعربية، جرّب أن تضع سياقاً واضحاً ومفصّلاً وتحقّق من المحتوى، لأن الترجمة أو التعبير المحلي قد يتطلّب تدخلاً منك.
الخلاصة
تحديث GPT-5.1 الذي أطلقته OpenAI في نوفمبر 2025 يمثل خطوة مهمة نحو جعل ChatGPT أكثر ذكاءً، أسرع، وأكثر مرونة في الأسلوب، مع أدوات وتقنيات جديدة للمطورين. في المقابل، يبقى المستخدم مطالباً بأن يكون واعياً ويستخدم الأداة بشكل نقدي ومسؤول. هذا يعني أن التجربة أصبحت أفضل من ذي قبل، لكن ليس “مثالية بالكامل” ما زالت هناك مجالاً للتحسين خاصة فيما يتعلّق باللغات غير الإنجليزية أو الاستخدامات المُتخصصة.


